المقالات

إب في وجه الإرهاب

تابعنا المسيرة الراجلة التى نظمتها وقامت بها جماعة الحوثي الإرهابية والتى انطلقت من محافظة ذمار مرورًا بمحافظة إب متجهة إلى محافظة تعز كما أشيع لها، ولا نريد أن نتكلم عن طريقة التصوير والعرض وتضخيمه والأخبار التي تم تداولها من الجانب العسكري فأساليب جماعة الحوثي في هذا الباب معروفة لدى الجميع، ولكني في هذا المقال أريد أن أذكر الناس في مناطق سيطرة الحوثي بأن أولادكم هم أمانة عندكم وقد أسترعاكم الله فلا تغشوا رعيتكم؛ لأن من غش رعيته حرمت عليه الجنة، ولكم عبرة وعظة في الحشود السابقة أين ذهبت؟ وماذا كان مصيرها؟!!وكما تعلمون أن هذه الحشود هي نتاج للمراكز الصيفية التي أقامتها الجماعة، وكم حذرنا وحذر غيرنا من هذه المراكز وقلنا أنها معسكرات للموت وأن هذا النهج هو طريقة الحرس الثوري الإيراني وفرعه في اليمن لتطبيق نظرية (حرث الأرض) وهو بإختصار تحويل المجتمعات المسلمة إلى المعتقد الاثنى عشري في جميع جوانب الحياة، وجماعة الحوثي كما لا يخفى أنها فرع للحرس الثوري الإيراني ، وقد استطاعت حشد هذا العدد باسم المراكز الصيفية مستغلة حب المجتمع اليمني للدين والعلم، إضافة إلى الترغيب والترهيب كما جرت عادة هذه الجماعة، فقد تعمدت مرور المسيرة الراجلة وسط محافظة إب لغرض الاستعراض أمام أبناء المحافظة لإيصال رسالة لأبناء إب بأنها مازالت قوية، خاصة بعد الحراك الثوري والقوي لأبناء المحافظة وخروجهم في مسيرات مناهضة لها وهتفت علنًا بأن الحوثي عدو الله، مع أن هذا الخروج وهذا الهتاف عفويا وليس منظمًا ولا مخططًا له ولا مدعومًا، لكن هذه هي القناعة الحقيقية لأبناء إب، فقد ولدوا على الفطرة وعرفوا الدين الصحيح من آبائهم وأجدادهم الذين حافظوا على دينهم وهويتهم الإيمانية عبر التآريخ في ظل الهجمات الممتابعة على المحافظة من قبل أجداد جماعة الحوثي من بيت حميد الدين وممن كان قبلهم، ولمن قرأ التأريخ وعرف ما عانته هذه المحافظة من إستهداف ممنهج من قبل الفكر الجارودي وسعيه إلى طمس حضارة هذه المحافظة وتعمد تغيير الهوية الدينية لها، إضافة إلى إستهداف أقيالها وملوكها الحميريين وقتلهم ومصادرة أراضيهم وتهجيرهم القسري، وملاحقة رموزهم من العلماء والأدباء والمفكرين والعمل على تطبيق نظرية (حرث الأرض) بإرسال أفراد وجماعات تنتمى للفكر الجارودي، ودعمهم مالياً ومعنوياً لغرض السيطرة على الأرض والتركيز على المناطق الخصبة والتى تمر عليها الأودية المشهورة، وقتل ومطاردة السكان الأصليين ملوك حمير والتشكيك والطعن في أنسابهم وإبراز السكان الأصليين بصورة تدعو إلى الإستحقار والسخرية والتقليل من شأنهم، ومنع ومحاربة كل شخصية تنتمى إلى هذه المحافظة بطريقة ممنهجة تصب في مصلحة إبراز الشخصيات التى تعتنق الفكر الجارودي أو من ينتمى لمنطقة جغرافية محددة، كل هذه الأساليب وهذا العنف الفكري والعسكري لم يثن أبناء حمير وأحفاد التبابعة وملوك الأرض عن مقاومة هذا الفكر، فهبوا جماعات وأفرادًا بعشرات الآلاف لمقاومة هذا الفكر وهذه الجماعة الإرهابية وسقوا الأرض بدمائهم الزكية في الجوف ونهم ومأرب والحد الجنوبي والساحل الغربي، كل هذه الدماء بذلت للحفاظ على الدين والأرض والعرض، ومثلهم الكثير في مختلف الجبهات العلمية والفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية، وأبناء محافظة إب يدركون أن معظم من في الجبهات ممن يقاتل هذه الجماعة هم من أبنائهم وإخوانهم، ولا يوجد بيت أو أسرة أو عزلة إلا وفيها من يقاتل في صفوف الجيش الوطني والمقاومة الوطنية، وما المسيرة الراجلة والتى يهدف الحوثي إلى إرهاب أبناء إب من خلال الاستعراض في شوارع المحافظة بطريقة إستفزازية لهم والتعرض لممتكاتهم ونهب أصحاب المطاعم والبسطات وما لاقوه في طريقهم أخذوه إلا جزء من تأريخهم البغيض، لكن بإذن الله نحن نبشر أبائنا وإخواننا في محافظتنا الأبية بأن اليوم ليس كالأمس، وأن الغد هو ما يعقد عليه الآمال سلمًا أوحربًا ، ولهذا ندعو جميع أبناء المحافظة في الداخل إلى الاستمرار في الصمود من خلال التعليم والوعظ والإرشاد والمدارس والمراكز الشرعية والدينية والحث على المحافظة على الهوية الدينية والأخلاقية والقيمية، كما ندعو العقلاء إلى سحب أبناء المحافظة المغرر بهم من جميع معسكرات جماعة الحوثي، والتبيين لهم بأنهم يواجهون إخوانهم في الدين والدم والنسب والأرض والعرض، وأن جماعة الحوثي وفكرها دخيل على المحافظة، وأنهم سيغادرونها يوماً ما كما غادرها أجدادهم من قبل، فالحوثي يعرف من أنتم ولهذا يتعمد إذلالكم واستهدافكم، فكونوا كما عهدناكم وسوف يشرق الصبح على هذه المحافظة المظلومة والمنكوبة.. أليس الصبح بقريب ؟!

المستشار / خالد علي الجعمي

مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة إب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى