في يوم المرأة العالمي، نوجه تحية إجلال وإكبار لكل امرأةٍ حملت على عاتقها أعباء الحياة، وكانت مثالًا للصمود والعطاء رغم القهر والمعاناة. ونخص بالذكر المرأة اليمنية التي واجهت منذ عام 2014م وحتى اليوم ظروفًا قاسية فرضتها الحرب العبثية التي أشعلتها مليشيا الحوثي الإرهابية، فكانت الأم الصابرة، والزوجة المكافحة، والابنة الصامدة، التي وجدت نفسها في كثير من الأحيان المعيل الوحيد لأسرتها بعد فقدان عائلها.
لقد أثبتت المرأة اليمنية أنها رمز للتحدي والإرادة، رغم حرمانها من أبسط حقوقها، ورغم المعاناة التي طالت كل تفاصيل حياتها. فكم من أرملةٍ تحملت مسؤولية أسرتها في غياب المعيل! وكم من أمٍّ ضحت لتأمين لقمة العيش لأبنائها! وكم من فتاةٍ حُرمت من التعليم، وامرأةٍ حُرمت من حقها في الميراث والنفقة والصحة، فقط لأن المجتمع الذكوري لا يزال يعاملها ككيانٍ ناقص الحقوق!
إننا في مركز الإنصاف للحقوق والتنمية، نؤكد على حق المرأة اليمنية في الحياة الكريمة، ونطالب المجتمع بإنصافها وإعطائها جميع حقوقها المشروعة دون انتقاص، بما في ذلك حقها في الميراث، والتعليم، والصحة، والنفقة، والمشاركة الفاعلة في المجتمع، وفق ما نص عليه القانون اليمني والشريعة الإسلامية. كما ندعو إلى رفض كل أشكال التمييز والتهميش ضد المرأة، وإلى تمكينها من أداء دورها الطبيعي في بناء المجتمع وصناعة مستقبلٍ أكثر عدلًا وإنصافًا.
ختامًا، نوجه تحية فخرٍ لكل امرأةٍ واجهت الألم بالصبر، والقهر بالعزيمة، والاستبداد بالكفاح. ونؤكد أن دعم حقوق المرأة هو دعمٌ لمستقبل اليمن ونهضته.
وأن العدل لا يكتمل إلا بإنصاف المرأة.. والتقدم لا يتحقق إلا بمشاركتها.
مركز الإنصاف للحقوق والتنمية
8 مارس 2025
