يتابع مركز الإنصاف للحقوق والتنمية، بأسف بالغ وقلق شديد، ما تعرض له مسجد عمر بن الخطاب في منطقة المنصورة – محافظة عدن، من اقتحام مسلح مفاجئ نفذته مجموعة تابعة لإدارة أمن مديرية دار سعد، فجر يوم الخميس، وقيامها باعتقال إمام وخطيب المسجد الشيخ محمد الكازمي بأسلوب يمس الكرامة الإنسانية ويثير الاستياء العام، أمام مرأى ومسمع المصلين، مع إطلاق النار بشكل عشوائي داخل المسجد، في انتهاك جسيم لحرمة المكان والزمان، ومخالفة صريحة للقانون والأعراف الدينية والإنسانية.
إن هذا التصرف لا يُعد مجرد تجاوز إداري، بل يمثل انتهاكًا مباشرًا للدستور اليمني الذي يكفل حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية، ويضمن الكرامة الإنسانية، كما يُعد خرقًا لقانون الإجراءات الجزائية وخروجًا عن الضوابط القانونية المعتمدة في حالات التوقيف، ويكرس سلوكًا أمنيًا مفرطًا في استخدام القوة، يخالف المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان المنصوص عليها في التشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية.
وعليه، فإن مركز الإنصاف للحقوق والتنمية يعلن الآتي:
1. يعرب المركز عن إدانته الشديدة لهذا الانتهاك الجسيم لحرمة دور العبادة أثناء وقت الصلاة، وما رافقه من ترهيبٍ للمصلين وتعدٍّ غير مبرر على الشيخ محمد الكازمي.
2. يطالب الجهات الحكومية المختصة، وعلى رأسها النائب العام ووزارة الداخلية، بفتح تحقيق عاجل وشفاف وعلني في ملابسات الحادث، ومساءلة جميع المتورطين فيه، بدءًا من الجهة الآمرة وصولًا إلى المنفذين، وفق ما تقتضيه مبادئ العدالة وسيادة القانون.
3. يطالب بالإفراج الفوري عن الشيخ محمد الكازمي ما لم يكن هناك سند قانوني واضح ومعلن لاحتجازه، ورد اعتباره، وجبر ضرره المعنوي والمجتمعي، بما يتسق مع الضمانات المكفولة في القانون اليمني والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
4. يحث المركز المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، وهيئات المجتمع المدني، ومكاتب الأمم المتحدة ذات الصلة، على إدانة هذا الاعتداء، والتضامن مع الشيخ محمد الكازمي، ومع المجتمع المحلي الذي هاله هذا الانتهاك الصارخ لقدسية دور العبادة.
5. يحذر المركز من خطورة مثل هذه الانتهاكات التي تؤسس لحالة من الفوضى والتعسف الأمني خارج إطار القانون، وتقوض الثقة بمؤسسات الدولة، وتعمق حالة الاستقطاب والانقسام في المجتمع.
6. يؤكد المركز على ضرورة احترام أماكن العبادة وعدم الزج بها أو بعلمائها في دوائر التصفية السياسية أو الخصومات الأمنية، ويدعو إلى تحييد المساجد عن أي صراعات، باعتبارها منارات سلم وإصلاح وطمأنينة.
ويجدد مركز الإنصاف للحقوق والتنمية تأكيده على التزامه الثابت بالدفاع عن كرامة الإنسان وحرمة أماكن العبادة، ويدعو إلى التهدئة وضبط النفس، وفتح مسارات قانونية تضمن المساءلة والشفافية، بما يحفظ السلم الأهلي ويعزز الثقة بالمؤسسات العدلية والأمنية.
صادر عن:
مركز الإنصاف للحقوق والتنمية
الخميس 1 محرم 1447هـ
الموافق 26 يونيو 2025م






