يدين مركز الإنصاف للحقوق والتنمية، بأشد العبارات، الجريمة النكراء التي ارتكبتها جماعة الحوثي المسلحة بقيادة المدعو عبدالملك الحوثي، والتي استهدفت دور تحفيظ القرآن الكريم والعلماء والدعاة، ضمن حملة ممنهجة لتجريف الهوية الدينية والثقافية الأصيلة للمجتمع اليمني، وتصفية كل ما يخالف الفكر السلالي الطائفي المتطرف.
وفي أحدث هذه الجرائم، قامت عناصر مسلحة تابعة للجماعة بقصف دار القرآن الكريم في محافظة ريمة، الذي كان يشرف عليه فضيلة الشيخ صالح حنتوس – رحمه الله – ما أدى إلى استشهاده مظلومًا محتسبًا، واحتراق أجزاء من الدار، مع أنباء مؤكدة عن إصابة زوجته واختطاف أبنائه. في مخالفة واضحة لكل الأعراف الإنسانية والدينية والقوانين الوطنية والدولية.
كما اعتدت الجماعة على مركز السنة في مديرية العدين بمحافظة إب، حيث اقتحمت المسجد واعتدت على إمامه، وقامت بإخراجه قسرًا، في مشهد يتكرر في عدة مناطق ضمن مسعى لإحلال أئمة موالين للجماعة بدلًا من العلماء والدعاة الذين يحملون منهج الوسطية والاعتدال.
يرى مركز الإنصاف أن هذه الممارسات ليست حالات فردية، بل تمثل سياسة واضحة تهدف إلى تصفية العلماء، وتفريغ المساجد، وتخريب مراكز التعليم الديني، واستبدالها بمؤسسات طائفية تعبوية، ضمن ما يسمى بـ”نظرية حرث الأرض”، وهي سياسة عدوانية تهدد الدين والوطن، وتسعى لتحويل اليمن إلى ساحة مغلقة للفكر السلالي المستورد، وعداء لكل ما هو وسطي وسني.
وبناء على ذلك، فإننا نطالب بما يلي:
1. تحميل عبدالملك الحوثي المسؤولية الجنائية الكاملة عن هذه الجرائم، كونه القائد الأعلى للجماعة.
2. فتح تحقيق دولي عاجل بشأن هذه الانتهاكات التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
3. دعوة العلماء والدعاة والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى إدانة هذه الانتهاكات، والوقوف أمام مشاريع طمس الهوية وتصفية النخبة العلمية.
4. دعوة العقلاء والمشايخ والوجهاء في مناطق سيطرة الجماعة إلى اتخاذ موقف مسؤول وشجاع يوقف هذه الحملة على دور العلم وحَملة القرآن الكريم.
ونؤكد في مركز الإنصاف أن الصمت عن هذه الجرائم يعد تواطؤًا غير مباشر، وأن المسؤولية الأخلاقية والدينية تستوجب التحرك العاجل لحماية ما تبقى من قيم الإسلام والقرآن في هذا الوطن المبارك.
صدر عن:
مركز الإنصاف للحقوق والتنمية
بتاريخ: 1 يوليو 2025م
